|
|
تاريخ مدينة تدمر
تقع مدينة تدمر على بعد 160كم شرقي حمص وسط واحة في
بادية الشام، ترويها ينابيع كبريتية، وكان أول من سكنها الكنعانيون الذين
عبدوا فيها إلههم (بعل)، وكان ذلك في الألف الثالثة قبل الميلاد، ثم
استوطنها الآراميون
بعدهم وقد أعطاها الآراميون اسمها ( تدمرتو ) أي الأعجوبة , أما اليونانيون و الرومان فسموها ( بالميرا ) نسبة إلى النخيل .
وفي القرن الخامس قبل الميلاد أخضعها الفرس لحكمهم، ثم
استولى عليها الإسكندر الكبير المقدوني، وكانت بعد موته من نصيب السلوقيين
في سورية،ولكنها بقيت بعيدة عن سيطرتهم السياسية الكاملة، ومع ذلك تأثرت
بالفن الهلنسي.
وعندما فتح الرومان سورية عام 64 ق.م، ظلت تدمر خارج
سيطرتهم، حتى عهد الإمبراطور (تيبرسوس 14-27م)، عندما منحها الرومان لقب
"المدينة الحرة"، ثم حازت لقب (مستعمرة رومانية)، وبموجب ذلك أعفيت من
الضرائب، ومنحت امتيازات كثيرة مستفيدة من وجود أباطرة عرب حكموا روما في
هذه الفترة.
وقد آلت تدمر إلى الهيمنة الرومانية عام 160م،فعمل جنود الهجانة من تدمر في الجيش الروماني لحمايتها.
وعندما استولى الفرس على سوريا في حوالي عام 260 م لم
يكن لدى روما جنود احتياطيين للدفاع عن سوريا، فقاد أمير تدمر سبتيمياس
أوديناثوس الفرسان ورماة السهام التدميرية لصد هجوم جيش الفرس الغازي وفي
عام 262 م أصبح أوديناثوس قائدًا عسكريًّا أعلى لروما على الحدود الشرقية.
وبعد أن مات أوديناثوس عام 267 م تولت بعده أرملته زنوبيا زمام الأمور.
وهكذا بدأت تدمر تتألق في التاريخ كدولة غنية لدرجة كبيرة؛ مما مهد لها أن تلعب دوراً سياسياً واقتصادياً في تاريخ بلاد الشام.
حاولت
زنوبيا الحاكمة القوية ،بسط نفوذها على مصر ومختلف أنحاء آسيا الصغرى وقد
أفلحت قواتها في الاستيلاء على أراض من أباطرة الرومان. غير أن الإمبراطور
الروماني أوريليان ألحق بزنوبيا الهزيمة وأسرها عام 274 م، ودمر تدمر . لكن
الإمبراطور ديو كليشيان الذي امتد حكمه من 284 إلى 305 م، أعاد بناء
المدينة ، وظلت الحال على ما هي عليه حتى تغيرت طرق القوافل .
وقد انتهت
دولة تدمر فيما بعد، وبقيت منطقة نائية إلى أن دخل المسلمون تدمر في السنة
الثالثة عشرة للهجرة، وكان فتحها بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه،
صلحاً من غير إراقة دم.
من معالم تدمر :
ـــ قوس النصر : و له ثلاثة مداخل و تتبعه أعمدة يبلغ عددها 150 عموداً علو الواحد منها سبعة أمتار .
ــ المسرح : بناء نصف دائري قطر صحنه عشرون متراً و عد د
درجاته 13 و طول منصة التمثيل 50 متراً بعمق عشرة أمتار و هي مزدانة
بأعمدة رشيقة .
ـــ معبد بل : شيد في القرن الأول الميلادي و هو بطول
205 أمتار و عرض 310 أمتار يتوسطه هيكل و مذبح زخرفته رومانية . يحيط
بالمعبد من الداخل أربعة أروقة .الرواق الغربي منها فيه 390 عموداً عالياً
بقي منها سبعة قائمة , و في المعبد هيكل فيه محرابان يحتوي الشمالي منها
على تماثيل الآلهة التدمرية الثلاثة الكبرى و سقفه مؤلف من قبة مزدانة بصور
الكواكب السبعة .
ــ معبد بعلشمين : بني عام 130 م على أنه إله الخصب و النماء و ما زال محتفظاً بحالته و رونقه . يرتكز سقفه على ستة أعمدة .
ـــ معبد نبو : عاصر كما تدل الأثريات معبد بل و كرس
لعبادة الإله البابلي ( نبوبن مردوخ ) و كان هو كاتب الآلهة و أمينها . لم
يبق من المعبد سوى أجزاء من الأعمدة و يبدو أن رواقا كان يحيط بحرم المعبد
دون أعمدة .
ـــ المدافن : (و هي ثلاثة أنواع ): القبور البرجية و
تألفت من ثلاثة أو أربعة طوابق صممت في جدرانها غرف تضم الموتى . ثم القبور
المنزلية وتتألف من باحة مربعة محاطة بالأروقة ذات الأعمدة , حفرت في
جدرانها تجاويف مزدانة بالزخارف . النوع الثالث هو قبور الأقبية و هي
الأوفر و الأغنى بالنقوش و الزخارف و يتم الهبوط إليها بسلم حجري و كانت
أبواب التوابيت فيها تسد بتمثال للميت.
نبع أفقا: ـــ
نبع صحي يتدفق من مغائر قديمة تفيض بالبخار الكبريتي
وتشعّه دافئا. وتبلغ درجة حرارة المياه 33ْ في الصيف والشتاء. وهذه المياه
المعدنية، كانت منذ عصر زنوبيا وقبلها موئلاً لسكان تدمر الذين وجدوا فيها
وسيلة للاستشفاء من كثير من الأمراض الجلدية والمعدية والمفصيلة .
ولقد
عثر على كتابة مؤرخة في عام 162م تتضمن عبارة التقدمة النذرية للإله
العظيم زفس سيد الكون من يولدوا ابن زبيدة المتولي المسؤول عن نبع افقا.
ولقد
أثبتت التحاليل التي أجريت في باريس أن هذه المياه تحتوي على كمية جيدة من
الكبريت والكلورور، وأنها غنية بالصوديوم والكالسيوم وبكميات أقل من
المغنزيوم والبوتاسيوم والنيكل.
وعند إنشاء فندق ميريديان في تدمر
والذي أصبح أسمه تدمر الشام، تم تحسين موقع النبع لاستقبال زبائن الفندق،
كما تم جر مياه النبع إلى أجنحة الفندق المستقلة.
ـــ قصور تدمر قصر الحير الغربي : يبعد 80 كم عن المدينة
بناه هشام بن عبد الملك بين القريتين و تدمر على مربع طول ضلعه 70 مترا .
قسمه الأسفل من الحجرالكلسي والأعلى من الآجر المشوي , نقلت واجهته
الأمامية إلى متحف دمشق .
ـ قصر الحير الشرقي : على بعد 120 كم من تدمر و هو عبارة
عن قصرين تحيط بهما جدران من الأجر و الجبس و الحجر و كان مركزاً لتجمعات
زراعية هامة في منطقة قرية الطيبة الحالية و هي الآن محطة للراحة.