Admin
ملك القراصنة
الجنس : المشاركات : 6477 الْعُمْر : 29 نقآط التميز| : 15825 السٌّمعَة : 24
| موضوع: بطاقة عن مدينة بوسعادة الجمعة أكتوبر 25, 2013 12:21 am | |
| -أحببت أن أعرفكم بمدينتي ومسقط راسي ..مدينة بغض النظرعن جمال طبيعتها وعراقتها إلا أن جمالها الحقيقي هو في طيبة أهلها -بوسعادة مدينةجزائرية تقععلى بعد 245 كلم جنوب العاصمة، يقدر عدد سكانها بـ 150000 نسمة. من مسمياتها مدينةالسعادة وكذا بوابة الصحراء نظرا لكونها أقرب واحة إلى الساحلالجزائري. *مدينة السعادة ( بوسعادة) كانت إلى وقت قريب مزار الكثير من الأوروبيين وقبلة السياح الذين يأتونهاللراحة والاستجمام والاستمتاع بمناظر النخيل ودعة الشمس التي تطل من وراءجبلكردادةمحملة بنسائمالعشق والوله الذي كان يرسله العشاق والشعراء في مدينة السحر والجمال بوسعادة واحةالنخيل مرتع حضارة ورجال ذهبوا في أعماق التاريخ مخلفين آثارهم في كلمكان. قدلا تكون السعادة وحدها، وقد يكون الأب أو الحفيد وكل الذين بنوا هذه المدينةالجبلية الجميلة الواقعة في بوابة الصحراء الجزائريةبولايةالمسيلةالتاريخية التيترعرع فيها العلماء والمفكرون وشادوا فيها نهضة لاتزال أثارها باقية حتى اليوممسيليون في كل مكان رجال علم وثقافة وإبداع ولايزال الأبيض والأسود يحفظ لمدينةبوسعادة وهي التي تتوسد النخيل والجبل تلك المناظر البانورامية الممتعة الخلابةولايزال الجزائريون وكثير ممن زار بوسعادة يحجز لصديقه أو عاشقته بطاقة بريدية تحملسحر المكان وافانين الطبيعة الجميلة أما الذين وقعوا في حب هذه المدينة فهم كثر ولنيكونوا أكثر من الفنان الفرنسي الشهير ايتيان ديني غرقا في حب بوسعادة والىالأبد. *تاريخ بوسعادة تاريخ بوسعادة كما يقدمه علماء الآثار والباحثون يضرب في أعماق التاريخيحكي شواهد هذهالواحةالتي يقول المؤرخون أنها كانت آهلة بالسكان منذعصور ما قبل التاريخ وقد تم العثور على مسافة 4 أو 5 كلم جنوب المدينة على العديدمن الآثار التي تدل على وجود سكان على ضفاف وادي بوسعادة منذ العهد«الايبيروموريزي» أي منذ حوالي ثمانية آلاف أو عشرة ألاف سنة. كما تم العثور علىكمية كبيرة من الأدوات المصنوعة من معدني الليتيوم واستخرجت المكاشط والصفيحات وقطعالصوان من طبقات المعادن المحاذية للوادي بالإضافة إلى بقايا جثث حيوانات ذلكالعهد. وعلاوة على ذلك فقد لاحظ المؤرخون والباحثون وجود اثر حيوانات رباعيةالأقدام على جدران صخرية تبعد بعض الكيلومترات شمال غرب واحة بوسعادة وكانت هذهالحيوانات محل اصطياد وعيش أناس ما قبل تاريخ عصر المنطقة. فعلى طول سلسلة جبالسلات وفي أعالي طريق سيدي عامر مازالت تلاحظ رسومات صخرية هي أشبه برسوم البيسونأما الرسوم الصخرية فتذكر الزائر بصور التاسيلي الجدرانية التي تشابهها اشد الشبهولكن الباحثين لا يعلمون الشيء الكثير عن المدة التي تفصل بين حياة أولئك الذينعاشوا في عصر ما قبل التاريخ وبين حياة سكان الحضنة الذين يشهد التاريخ بأنهم منأوائل سكان هذه المنطقة غير انه قبل الاحتلال الروماني لاماكن محددة من السهب كانتهذه الأخيرة آهلة «بالجيتول» وهؤلاء البرابرة الرحل كانوا في تنقل مستمر في الهضابالعليا بحثا عن المراعي. ماذا قال المؤرخون عن بوسعادة لقد عني كثير من المؤرخين بتاريخ بوسعادةوشخصياتها ولعل الشيخ ابوالقاسم محمد الخضاوي بن الشيخ أبي القاسم الديسي بن سيديإبراهيم الغول وهو ابن بوسعادة قد أشار في كتابه المعروف «تعريف الخلق برجال السلف» إلى تاريخ المنطقة وأوضح ما ذكر العلامة ابن خلدون يقول: على تبجح المتفيقهين الذينلا يقيلون عثار المخطئين وقريتهم في سفح جبل يسمى ابا العرعار من فروع جبل سالاتالمذكور أكثر مرة في تاريخ العلامة ابن خلدون وهو جبل شامخ كثير السواعد وفيه أثارللأولين وأقربهم إلينا في التاريخ بنو برزال المتنقلون إلى الأندلس، كما ذكرهابنخلدونومن فروعه جبلالقليعة وهو جبل رفيع قمته مربعة وفي سطحها ديار كانت لأحد رؤساء زناته ثم صارت إلىبعض رؤساءالعربومنهمقتيل ذئاب في محل الرمل واليراع ويعني بذلك كدية «بانيو» التي اكتشف فيها اليومعنصر عجيب من صنع قدماء المهندسين. *وقال ابن خلدون: وكان مقامة بينهم سنة يختلف إلى بني برزال بسالات والى قبائل البربر بجبل أوراسيدعوهم جميعا إلى مذهب النكارية إلى أن ارتحل إلى أوراس واستبحر عمران هذا المصرواعتصم به بنو واركلا هؤلاء والكثير من ظواعن زناتة عند غلب الهلاليين اياهم علىالمواطن واختصاص الاثيج بضواحي القلعة والزاب وما اليها. ولعل بعض هذه الاشاراتالتاريخية تدل على ما فيه الكفاية على تاريخ بوسعادة وامجادها الماضية. لاتزالمدينة بوسعادة وهي مدينة العلم والفكر تشتهر برجالاتها المثقفين ممن بنوا صرحالجزائر الثقافي والفكري والعلمي فلقد برز بها مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دينكالشيخ الديسي وغيره الكثير بل إن بوسعادة لاتزال حتى اليوم موطن شعراء وموسيقيينجزائريين مجيدين ولعلها حالة من التواصل الفكري الذي يسري في نسيج المدينةورجالاتها وعمرانها. الطبيعة المعمارية للمدينة لقداشتهرت بوسعادة مثل بقية المدن الجزائرية التاريخية بفنون العمارة الإسلامية وشهدتفيها المساجد والبناءان العمرانية نموا ملحوظا بل وبرز من خلال هذا العمران أهميةالروح الإسلامية والطراز الهندسي الفاخر الذي تميزت به مساجد بوسعادة كما هو حالمسجد زاوية الهامل ذي الطراز المعماري الرائع ومسجد النخلة والمسجد العتيق الذيبناه الشيخ العالم سيدي ثامر. وقد استعمل البناءون البوسعاديون في عمارتهم وسائلطبيعية كالنخيل و العرعار ووظفوا ما لديهم توظيفا موفقا في بناء المساجد التي تقدمالنموذج الأمثل في العمارة والبناء الإسلامي بفنونه وزخارفه وطرزه الرائعة ناهيك عنالعلوم وفنون التحصيل المعرفي الذي تميزت به بوسعادة عبر تاريخها المجيد ولا تزالبهذا الصدد زاوية الهامل معلما دينيا وحضاريا وفكريا يشع على المنطقة بعلومه ورجالهولا يزال دير الهامل غارقا في متاهة الزمن وفيا لتدريس المبادئ القرآنية المتواصلعلى مر الأيام منذ تأسيس هذه الهيئة في عصرالأمير عبد القادرالجزائري ولايزال يتميز بتجديد حسن الضيافة وبالهدوء في ممراته المظللة والقبة التي تمثل قبرالمؤسس والذي يرجع لها الفضل في تذكيرنا بعصور أخرى لا تزال تجيء دائما محملةبالإشعاع والعلم والفكر. لمدينة بوسعادة عالمها الخاص رائحة التراث وعبق الماضي،السيوف والبرانس، الفضة والذهب وحلي العرس وهدايا تذكارية لا تنسى ولا شك أن «الحلية -الحرز» تشكل أكثر لغزا من بين حلي هذه الواحة وهي التي تضطلع بوظيفتين: وظيفة واقية من الأمراض ووظيفة جمالية وان الطلسم ذا العلبة الفضية هو في الواقعوقبل كل شيء مجمع لآيات قرآنية يفترض أنها تبعد كل العناصر المرضية وأولهاالشياطين. ففي مجتمع تقليدي بدائي مازالت الأداة التيتبعد الشيطانعن الناس هي علاج واق يجله الناس ويقدرونه هذا على كل حال يتعلق بالمحتوى، أمابخصوص الحاوي «العلبة» فانه إذا كانت العلبة صغيرة مصنوعة من الفضة المنحوتة فهويزيد من جمال الشخص الذي يحمله وان الحلية التي تحصن الإنسان غالبا ما يكون حجمها «4 سم في 3 سم» فيلبسها المحصن في غاب الأحيان من سلسلة فضية جميلة وهو ما يزيدحاملها جمالا وزينة. وأما علبة الجلد الأحمر «فيلالي» فما هي إلا رد على صندوقالفضة الصغير وهما متشابهان في الواقع. غير ان العادة جرت بين سكان الواحة علىاستعمال حجاب الفضة أفضل من استعمال تميمة الجلد وحتى المشبك «أو المجحن البسيط» فيصلح لان يكون أداة زينة نفسه الوقت فهو أداة نفعية وفائدة هي ربط جانبي هدبياللباس الصوفي، وأشهر أنواع المشابك المعروفة عند سكان الواحة هو «الشياط» الذي هوعبارة عن قطعة من الحلي مثلثة الشكل ومرصعة وبها مسننة رقيقة كما يمكن أن نذكرالمساك الذي يصلح أيضا لشد أطراف الثياب. ويعد كل من الحزام «السبتة» واليدخمسة من نفس فئة الحلي ذات المنفعة المباشرة أما اليد فهي صوراة منقولة عن الحجابفسوار المعصم وسوار العرقوب «خلخال ورديف» والخاتم والحلية البيضاوية «مدور» ورافعالنقاب «البحري» مل هذه الحلي صالحة للنساء فقط. صناعة الحلي في بوسعادة مازالت صناعة الحلي ببوسعادة تتوارث أبا عن جد وهيالصناعة التي ساعدت سكان الواحة على العيش والتأقلم مع ظروف البيئة ففي القدم كانالحرفي يستعمل موقدا يحفر له في الأرض واليوم يستعمل وعاء قدره بعض الليترات وسندناحجمه 30 في 10سم وقوالب حجمها 10 في 5 سم ومطرقة وملقطا وحصبة وقطعة حديدية ليساويويصقل محتوى القالب وكذلك مبردا وأحيانا زقا أو منفاخا. إن الصناعات التقليديةلواحة بوسعادة ذات شهرة محلية ودولية يعرفها السياح الأوروبيون الذين رجعوا اليهابعد طول غياب على خطى الفنان الفرنسي المسلم الشهير ايتيان ديني. الخيل هو عنوانآخر لمدينة تضرب في أعماق التاريخ والفحولة العربية، البوسعاديون خيالة بطبعهموعندما تستمع إلى احمد بختي الشريف ممثل الديوان السياحي لبوسعادة تشعر بالراحةوالتلقائية التي تغمر قلبك وأنت تجلس داخل الخيمة البوسعادية حيث الشاي الأخضروالفول السوداني ولذة الصحراء التي تختزل زمن الشعر والغناد والفلكلور الشعبي الذيتشتهر به بوسعادة ويرتفع عاليا مدويا جميلا أخاذا صوت المطرب الكبير خليفي احمدبصوته وشدوه الذي يجيء جميلا عذبا مع صوت شابة بوسعادية ساحرة لقد كانت الخيمة دليلالكرم والضيافة العربية وفي واحة بوسعادة يفيض الكرم والخير وتذهب العين على المدىالبعيد حيث واحات النخيل المثمرة والرقص الشعبي والجبة البوسعادية وكل تلك الرموزالتراثية الشعبية التي تحتفل بها واحة بوسعادة بمناظرها الطبيعية التي سحرت فيالأربعينات الأمريكيين وقد كادوا يقيمون أستوديو ضخما للسينما في بوسعادة لما تتمتعبه من صور غاية في الجمال والروعة تصلح لان تكون مشاهد سينمائية متميزة لا تحتاجإلى ديكور أو مهندسين. في باب الصحراء وفي الخيمة البوسعادية يكون الفرح والأعراسوالشعر والشاي وتلقائية الحكي الذي يصنعه السرد والقول الشعبي الذي لا يموت في واحةحباها الله بالسحر والجمال فإذا هي جنة الله في الأرض. العاشق المسلم اتيان ديني هوعاشق بوسعادة وفنانها الكبير الذي يسمى بيته اليوم بمتحف نصر الدين ديني جاء منباريس من تلافيق الحضارة المادية وضيق الايديولوجيات التي لا تريح مزاج المبدع فخرجيطوي الأرض نحو بوسعادة حيث حط الرحال واستراحت نفسه للإسلام فدخل فيه فردا مؤمناكأعذب ما تكون روح المسلم وتلقب باسم نصر الدين دينيالمولود بباريسعام 1861ميلاديوالمعتنق للإسلام عام 1913م بعد أن قضى فترة طويلة في واجهة بوسعادة يستلهم منجمالها لوحاته وإبداعاته تمثل صورة الحياة الصادقة الصافية في وجوه نساء جميلاتيعتمرن اللباس التقليدي ويمشين إلى الواحة فيسحرن الناظر إليهن ويأخذن بنياط قلبهلقد عبر نصر الدين الفنان المسلم حدود الجمال الطبيعي وذهب بعيدا في غور الروح فإذاهو يصوم ويصلي. هوذا مثل البوسعاديين ينتظر قمر رمضان «الصورة» مشدودا إلى السماء بعد أن كان مشدوداإلى الأرض في بوسعادة اسلم وفي بوسعادة قضى حياة فنية عامرة بالعطاء والرسم وفيبوسعادة اليوم ضريحه وبقية من روحه العطرة وتراث ثر من الإبداع الذي استلهمه نصرالدين ديني من بوسعادة وحياة ناسها البسطاء الطيبين ومن نسائها الجميلات من طبيعتهاالساحرة من نخيلها الباسق ومن تمرها الحلو وهي التي سكنت قلبه فسكن أرضها إلى الأبدهذه هي بوسعادة الجزائرية قبلة المكان وسحر الزمان فيما ترك الرواة على قديم العصروسالف الزمان.
| |
|
الرحيل الصامت
قرصان جديد
الجنس : المشاركات : 1065 الْعُمْر : 35 نقآط التميز| : 1416 السٌّمعَة : 1
| موضوع: رد: بطاقة عن مدينة بوسعادة الجمعة أكتوبر 25, 2013 5:29 pm | |
| | |
|