السلام عليكم
قال الله تعالى : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ، فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ، رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ " ص
النبي سليمان هو نبي الله ،، مدحه الله فقال نِعم العبد ، وقال إنه أواب
الأوَّاب هو الذي مرجعيته الله ، بمعنى تقول له هكذا يقول الشرع يسَلِّم لما قلت له ،
نعلم أن أيوب كذلك قال الله فيه : " إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ "
فالإبتلاء الذي أصاب النبي ايوب هو نفسه الذي أصاب سليمان ،، فقد تعرض لفتنة وهي أنه أصيب في جَسده ،
فقال الله تعالى : " إِنَّهُ أَوَّابٌ ، إِذْ " بمعنى إذ عرض عنو كان أنذاك أواب ونعم العبد ،،
" إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ " في العَشِية عرض عليه الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ، فالشرح : يا إما عرضت عليه الجياد وهي تستعد لغزوة أو لعرض مسرحي ،،
الصَّافِنَاتُ : نقول صافن اي واقف وساكن
الْجِيَادُ : التي تجود بالحركة ،،
فالصافنات الجياد هي الخيل الصافنة و الخيل التي تجود بالحركة ،،
" فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ "
لجأ بعض المفسرين أن سليمان كثير الحب للخيل لأنه تُذَكِّره بالجهاد ، فنسي الصلاة ،،
طيب مين جبتوا هاذ المعلومة أنه نسي الصلاة ؟؟ الله يمدح سليمان في أول الأية وينسى الصلاة ؟؟
" رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ " قال المفسرين أنه بدأ يذبح فيها
وين الذبح في الأية ؟؟ المسح هو الذبح ؟؟
أولا : الحب حب خير وحب شر ، إذا كان يريد سلطة ليبين شرع الله والعدل هذا حب خير ،، لكين يريد سلطة من أجل المال هذا حب شر ،،
نقول أحببت فلان عن تجربة ،، من اللي سبق التجربة أم محبة الفلان ؟؟ أكيد التجربة ،
كذلك مع سليمان ذكر ربه جعله يحب حب الخير ،، فكيف ينسى الصلاة ؟؟ لهذا قال : " فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي "
ولاحظوا الأية :" فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ،
رُدُّوهَا عَلَيَّ "
معنى " حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ " حتى إختفت وحجبت عن النظر ،،
الأية السابقة هي كلام سليمان والأن إتضح المعنى ،، فهذا كلام متصل ،، والمعنى هذه الخيل كانت تذكره بالجهاد في سبيل الله فهي ذِكر ربه ، فَهُوَ أواب فما إن حجبت عليه وإتهى العرض يقول " رُدُّوهَا عَلَيَّ "
وقال الله : " فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ "
يعني لما قال ردوها علي فـــطفق /
مثال : الفارس حينما ينزل من فرسه أو جياده أو أي مستعرض للخيل لما ينتهي من إستعراضه ماذا يفعل ؟؟ الكل لاحظها بلا شك أنه يمسح في عنق الجياد برفق بكف يده ليهدأها ودلالة على الحب ،، فهذا معنى " فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ "
السوق : جمع سوق ،،
المهم إن شاء الله تكونوا إستوعبتوا معنى الأية : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ، فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ، رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ "
قال الله تعالى " وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ "
الكرسي ،،
نقول كِرس بمعنى تجمع وتلبُّد ومنه كلمات كُراس ، وكرسي هو المملكة ، ولذلك " وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ " والكرسي هو أصل الشيئ ويستند إليه الفرع ،،
وليس الكرسي الذي نجلس فيه ،، فنقول الناس يتقاتلون على الكٌراسي ،، بمعنى يتنازعون عن الملك ،، وإلا فسنصنع لهم كراسي من خشب ،،
جسدا ،، أخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار ، فالجسد هو جسم لأشياء فيها روح ،
فالجسم يكون لشيء مادي ، والجسد يكون لكائن حي ،،
1 : في الأية " وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ "
لاحظوا معي الأيات التالية : " فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ "
" وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ "
الجسد في الأية الأولى كان عجل لا يتحرك ،، والأية الثانية تعني أن الله لم يجعلهم مشلولين أو لا يتحركون فلا يأكلون الطعام ،،
وفتنة النبي سليمان أنه أصيب بمرص مثله مثل النبي أيوب فقال الله عن سليمان ، " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ". وقال عن أيوب ، " إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ "
والملفت للنظر في سورة ص أنه فور إنتهاء من قصة فتنة سليمان يبتدئ الله قصة فتنة أيوب ،،
فالمرجح أن سليمان أصيب بشلل وكان جسدا بروح لا يتحرك ، طيب : تصور معي أنه في سلطته مريض بالشلل وهمه الناس صغير وكبير مريض وصاحي ولا يمكن أن يعرف شو صار في البقية والفتنة ليست أنه هو المفتون وحده ،، الأمر أكبر من هذا كذلك شعبه مفتون لذلك قال الله : " وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا " ، بمعنى أن : جعلنا على دولة سليمان جسدا // بعبارة أخرى جعلنا على دولة سليمان شللا ،
فتابع قول الله : " ثُمَّ أَنَابَ " ، أناب بمعنى الرجوع إلى ما كان إليه ، فبرئ من مرضه ، فكان همه الأول هو الإستطلاع على أحوال كل الشعوب ، فكان دعوته أن قال : " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ "
قال الله تعالى : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ، إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ، فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ، رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ "
الصافنات : معناها المتوقفات عن عملها ،،
الجياد : هي التي تجود بالحركة ،، فكذلك فتنة سليمان ، كان صافن بمعنى مشلول ومتوقف عن الحركة ، وعاد وجاد الله عليه بالحركة ،، وعاش شعبه حالة الصفون وهي الشلل ، ثم حالة الحركة ،، فقال " ، إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ "
والله أعلم ،،