MoRaD28
قرصان جديد
الجنس : المشاركات : 4518 الْعُمْر : 30 نقآط التميز| : 6399 السٌّمعَة : 40
| موضوع: سيدي عيسى صيرورة إنسانية مـن عمق الحضارة .. الأحد نوفمبر 03, 2013 3:10 pm | |
| ـ التـاريخ يجيب … وعصارة النهضة مرت من هنا.. ـ سيدي عيسى صيرورة إنسانية مـن عمق الحضارة .. سيدي عيسى مدينة خرجت من عبق التاريخ الإنساني هي لوحة من التضاريس ومن الإضافات الإنسانية الرائعة والعميقة ، تركت أثارا ومعالما وشخوصا إنسانية هي نتاج للصيرورة الحضارية التي تشكلت هي الأخرى من الكينونة التاريخية التي سطعت عبر نجم الولي الصالح سيدي عيسى بوقبرين هذا الذي سميت المدينة به لتصبح موقعا جغرافيا سجله التأريخ التشريعي عبر تأسيس المدينة في السجل الإداري من خلال مرسوم إداري يرجع تاريخه الآن إلى مائة عام من التأسيس الحديث للمدينة أو قل البلدية ..هذه المائة عام من التاريخ ومن الحضارة ومن الأسماء ومن الفعاليات والطاقات والعبقريات لم تكن في يوم من الأيام سوادا ولم تكن في يوم من الأيام مرجعيات متكلسة أو شخوصا صخرية جامدة ، كانت إحالات من الإضافات الاسمية ومن الأعلام التاريخيين الذين استوطنوا هذا الخزان الحضاري والحياتي وكانوا فعلا من النماذج الإنسانية والروحية والعلمية لفضاء مدينة سيدي عيسى ..
في هذا الواقع الضارب في عمق التاريخ الإنساني تُـحَـضِّـرْ مدينة سيدي عيسى لأكبر ذكرى في حياتها التاريخية والتأسيسية والتي سوف تكون إحدى المؤشرات الاحتفالية الخصبة في واقع له من العطاءات التاريخية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية و التنموية ما يجعل المدينة تستحضر كل درجات الوعي والحضور الذي طبع معالمها طيلة المائة سنة الماضية ..مائة سنة من التاريخ والمعالم والإحالات الجميلة التي سكنت عقول أهل المدينة ممن تركوا بصماتهم عبر فضاء المدينة ،التي لها سند عبر نسق المرجعية الإدارية التي بناءا على المرسوم الصادر في 07 أفريل 1884 ، المادة رقم 07 منه والمراسيم الصادرة في 20 ماي 1868 و 24 نوفمبر 1871 حول تنظيم البلديات المختلطة ، وبناءا على المرسوم الصادر في 30 أفريل 1861 فقد قرر مجلس الحكومة إبان الإحتلال وتبعا للسياسة المتبعة من طرف الحاكم العام للجزائر ، الصادرة بإشراف الأمين العام للحكومة موريس فارنييه آنذاك ، أصدر بالجزائر ، وفي الجريدة الرسمية لعام 1905 ، قرارا بتاريخ 16 ديسمبر 1905 ،تم بموجبه إنشاء بلدية سيدي عيسى المختلطة ، بتاريخ الفاتح من جانفي 1906 ، بعد أن كانت تابعة من قبل إلى بلدية بوسعادة ، وكان هذا المرسوم إيذانا بتشكيل البلدية أو قل الإقليم الذي بدأت على ضوئه صيرورة الحياة التنظيمية والإدارية ومن بعدها الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وهذا الشق الأخير هو الذي سنغوص في معانيه ومضامينه وتشكيلاته الإنسانية التي رسمت رؤية المدينة الحضارية ، فأعلام المدينة وعلماؤها هم الذين كانوا حراس هذا الإقليم إبان الإحتلال ، وساهموا بقدر كبير في تنوير الحركة الثقافية بسيدي عيسى فالشيخ الشهيد عبدلي محمد بن شينون والشيخ عبدلي الطاهر العالم والشيخ العرباوي والشيخ جعفر عربان والشيخ علية عيسى وابنه قويدر ، والشهيد الرائد حمدي بن يحي بن عمر المدعو عبد اللطيف الذي درس في الجامع الأخضر بقسنطينة ثم انتقل إلى الزيتونة بتونس ثم جامعة الأزهر الشريف في مصر ، والذي دخل معترك النضال العسكري والسياسي ،وكان بدوره قطبا فاعلا في التأسيس لهذا المعترك النضالي الواسع ، هؤلاء كانوا السند المعنوي في تفعيل الزخم الثوري والنضالي والعقائدي فكانت المدينة خزانا لطاقات فكرية ونضالية ساهمت في تحرير العقول و ترقية الفعل الديني والثقافي والعلمي ، حيث تأسست في سيدي عيسى أول مدرسة قرآنية عام 1920 أصبحت فيما بعد بمثابة المدرسة التحضيرية لجمعية العلماء المسلمين التي تأسست في عام 1936 ، وشكلت هذه المدرسة مع المحطات التعليمية والتثقيفية مراجعا فكرية ساهمت في تنوير الحياة التربوية وبعث الإشعاع النضالي في وقت لم يكن باستطاعة أي أحد إعلان ولائه لفكرة الاستقلال التي نادى بها المناضل الوطني ميصالي الحاج الذي كان من الأوائل الذين دعوا إلى تشكيل برلمان جزائري سيد ، وكان لهذا الزخم أن كان الوقود اللاحق في انطلاقة الثورة التحريرية عام 1954 ، سيدي عيسى وأعلامها الكبار ساهموا في ترقية الفكرة الإشعاعية بمجهودات نضالية فردية خالصة لا ينكرها إلا الجاحد ، هؤلاء الجاحدون الذين يتصورون بأن الفعل الثقافي العام لم يكن من أبجديات الحركة العامة بسيدي عيسى ، ولذا تجدني أقوم بالرد عن كتابات في الجرائد الجزائرية ،لا يعي أصحابها والذين من ورائهم ، ، درجة الخطورة في سرد معطيات بعيدة كل البعد عن الأفق المنشود وكذا زيغ الرؤية القاصرة التي تصور الواقع السابق والآني في سيدي عيسى أسودا من حيث الحركية الثقافية ، فمن الذين كتبوا في هذا المجال ، واحد من المراسلين ، لا أريد أن اسميه حتى يصبح بطلا في الرؤية الثاقبة ، قال في موضوعه بل في هرطقته ، قال في عنوانه : " نقطة نور في سواد مدينة بوقبرين " بعد أن قام بتحقيقه عن المركز الثقافي بسيدي عيسى بيومية الخبر .. ولا أريد أن أرد على فكرة أن مثقفي سيدي عيسى يستهويهم كلام المقاهي ، وإنما ما يهم القارئ والمطلع وكذا المثقف الذي أصبح في جعبة هذا الفارغ مرتبطا بالمقهى !! هو كيف يسمح لنفسه بأن يؤكد سواد مدينة بوقبرين ؟ من قال أن بوقبرين اسود بعد أكثر من 09 قرون من التواصل الحضاري والمعالم الفكرية الخالدة وبعد 100 عام من التأسيس الحديث للمدينة ؟؟ أين السواد يا هذا ؟؟ متي كان الموقع أسود وقد أنجب كل تلك الأعلام الذين ذكرتهم وكذا الطاقات الثقافية التي تؤسس للفعل الثقافي والإبداعي بعد استقلال الجزائر ، أين نصنف العالم الكبير مصطفى الأشرف ، والوزيرة المعروفة زهية بن عروس ، والشاعر المغاربي النذير بوصبع ، والصحفيان المعروفان : العيد بن عروس وزيوش إبراهيم والشعراء الكبار سعيداني التومي البولفعاوي وعبدلي إبراهيم وحدادي إبراهيم ،أين نصنف هؤلاء هل هم سواد فعلا ؟؟وما يحز في القلب في الجزائر أنه ليست لنا تقاليد صحفية نبيلة فعندما همّ وتحرك البعض من مثقفي المدينة وقاموا بالرد على الموضوع لم تنشر ردودهم في جريدة الخبر ..لا نعرف السبب ..ولا نريد أن نكون من نقابة الفلكيين حتى نعرف الأهداف المبيتة من عدم نشر الرد فحق الرد مكفول في قانون الإعلام الجزائري ..ولكن لا حياة لمن تنادي في واقع بعيد عن التقاليد الإعلامية وأخلاقيات المهنة التي يتشدق بها البعض من الإعلاميين في الجزائر .. إن ردي عبر هذا الموقع وعبر ما يكتب فيه من فعاليات المدينة إنما هو إحالة على أن في سيدي عيسى نور وإشعاع ولعل كتاباتنا ورؤانا هي الزاد الوحيد الذي نحارب به لا غير وليس بوسع أي كان تثبيط عزائمنا نحن الذين ولدنا في هذا الموقع الأبيض ، نرسم الرؤية ونحقق الأمل في أن نكون أحد الأقطاب الفاعلة في التحضير من الآن للذكرى المؤوية لإنشاء بلدية سيدي عيسى ، التي تجعلنا نؤسس كلنا كبيرا وصغيرا لرؤية بيضاء أراد بعض السوداويين و المتحذلقين طمسها .. وإلى حين الذكرى تحقيق ذلك المشهد الحالم لنا في طاقاتنا ألف رؤية وقدوة …
| |
|
boy Pirate
قرصان جديد
الجنس : المشاركات : 520 الْعُمْر : 27 نقآط التميز| : 528 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: سيدي عيسى صيرورة إنسانية مـن عمق الحضارة .. الإثنين نوفمبر 04, 2013 10:20 am | |
| شكرا على الموضوع الرائع
والجميل | |
|