الجزائر - قررت وزارة التعليم العالي في الجزائر إنهاء الاختلاط في السكن الجامعي بعدد من الولايات؛ استجابة لمطالبات من التنظيمات الطلابية وأولياء الأمور بعد انتشار "الفساد الأخلاقي" بين الطلاب والطالبات في هذه الأماكن.
ومن المقرر أن يطبق القرار، الذي وقعه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على 15 سكنا جامعيا مع بداية العام الدراسي المقبل.
ونقلت صحيفة "الشروق اليومي" في عددها الصادر اليوم الأربعاء عن لخضر مباركي، المدير العام لديوان الخدمات الجامعية، قوله: "أعلنا حربا لا هوادة فيها على الاختلاط في الأحياء الجامعية، بسبب الظواهر غير الأخلاقية التي تتنافى مع الدين الإسلامي والتقاليد الاجتماعية".
وأضاف مباركي أن: "ظاهرة الاختلاط في الإقامات الجامعية هذا الموسم شهدت تراجعا معتبرا بعد القضاء على واحد من أكبر الأحياء المختلطة في ولاية سطيف".
وشدد على أن "مثل هذه الأحياء لن تكون مختلطة الموسم القادم، حيث سيتم بناء إقامات جامعية جديدة لمنع اختلاط ال***ين".
ويمثل هذا القرار استجابة لمطالبات بعض التنظيمات الطلابية بإنهاء الاختلاط؛ بعد أن تفشت ممارسات غير أخلاقية داخل الحرم الجامعي، وتزايدت الاعتداءات ال***ية بشكل مخيف داخل هذه الإقامات.
ومن أبرز التنظيمات التي رفعت هذا المطلب للسلطات الاتحاد الطلابي الحر، وهو أكبر تنظيم طلابي، والتحالف من أجل التجديد الطلابي، إضافة إلى الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، والتضامن الوطني الطلابي.
حرمان من الدراسةودفعت ظاهرة الاختلاط في الإقامات الجامعية الكثير من أولياء أمور الطالبات إلى حرمانهن من الدراسة، إذ تحولت الأحياء الجامعية إلى وكر من أوكار "الفساد الأخلاقي"، بحسب بيانات أصدرتها التنظيمات الطلابية.
وطالبت هذه التنظيمات بإخضاع تلك الإقامات لرقابة صارمة من أجل اجتثات الظاهرة من جذورها، ومن بين المقترحات التي تقدمت بها إلى مديري الأحياء الجامعية وضع عدد كبير من "كاميرات المراقبة من أجل استعادة هيبة الحرم الجامعي".
وأضافت تلك التنظيمات أن الحفلات التي تقام داخل الأحياء الجامعية المختلطة بمناسبة الأعياد الوطنية "سرعان ما تتحول إلى سهرات على أنغام صاخبة شبيهة بتلك التي تقام في الملاهي الليلية".
ولا يستبعد المتتبعون لشئون الجامعة أن يكون الاختلاط داخل بعض الأحياء الجامعية أحد أسباب تدني المستوى الدراسي للطلبة الذين يقطنون بها، مقارنة بنظرائهم المقيمين في أحياء جامعية غير مختلطة.
ويقيم أكثر من نصف مليون طالب جزائري في 296 إقامة جامعية منتشرة في عدد من ولايات الجزائر.
وتشهد الإقامات الجامعية زحاما كبيرا؛ نتيجة نقص الموارد الجامعية، وتزايد عدد الطلبة عاما بعد آخر؛ وهو ما أدى بدوره إلى تدني مستوى الخدمات المقدمة، ومن ثم كثرة الاحتجاجات داخل الإقامات الجامعية.