رضاع النبي صلى الله عليه وسلم: [1]
أول من أرضعه بعد أمه ثويبة بلبن إبنها مسروح وهي مولاة أبي لهب كان قد أعتقها أرضعته أياما قبل أن تقدم حليمة وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضعت بعدها أبا سلمة المخزومي رضي الله عنه
ثم التمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع على عادة أهل مكة الذين كانوا يؤثرون إذا ولد منهم ولد أن يلتمسوا له مرضعة من البادية، ليكون أنجب للولد وأفصح له، فإن تنشئة الأولاد في البادية في كنف الطبيعة الصافية أدنى إلى تزكية الفطرة، وإنماء الأعضاء والمشاعر وإطلاق الأفكار والعواطف، ولإتقانهم اللسان العربي الفصيح في مهدهم منذ نعومة أظفارهم وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أنا أعربكم، أنا قرشي، واسترضعت في بني سعد بن بكر] (1)
وأقبلت المراضع يلتمسن تربية أولاد الأشراف فاسترضع عبد المطلب لحفيده إمرأة من قبيلة سعد بن بكر وهي حليمة بنت أبي ذؤيب وزوجها الحارث بن عبد العزى المكنى ب أبي كبشة من نفس القبيلة وإخوته هناك من الرضاعة "عبد الله بن الحارث، وخدامة بنت الحارث وهي الشيماء، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب إبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعته حليمة أياما "(2
رضاع النبي صلى الله عليه وسلم : [2 ]
وكان عمه حمزة رضي الله عنه مسترضعا له عند قوم من بني بكر ، فأرضعت أمه السعدية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند أمه حليمة ، فكان حمزة رضي الله عنه ، رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين ، من جهة ثويبة ومن جهة حليمة السعدية
وكانت حليمة تحكي قصة رضاعها للنبي صلى الله عليه فتقول : إنها خرجت من بلدها مع زوجها وإبن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمسن الرضعاء ، قالت [ وذلك في سنة شهباء " قحط " لم تبق لنا شيئا فخرجت على حمارة بيضاء معنا ناقة مسنة " لنا والله لايوجد فيها حليب " وما ننام من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع ، وما في ثديي ما يغنيه ، وما في شارفنا مايغذيه ، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج ، فخرجت على حمارتي تلك حتى قدمنا المدينة نلتمس الرضعاء ، فما منا إمرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قتأباه إذا قيل لها إنه يتيم وذلك إنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده ؟ فكنا نكرهه لذلك ، فما بقيت إمرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري ، فلما أجمعنا الإنطلاق قلت لصاحبي : والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا ، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلأخذه قال : لاعليك أن تفعلي ، عسى ألله أن يجعل لنا فيه بركة . قالت فذهبت إليه فأخذته (1 )
رضاع النبي صلى الله عليه وسلم : [3 ]
تتابع حليمة قصة رضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره ، قالت فلما أخذته رجعت به إلى رحلي ، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب معه أخوه حتى روي ثم ناما ، وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا هي كثيرة اللبن فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعنا ، فبتنا بخير ليلة ، قالت يقول صاحبي حين أصبحنا : تعلمي والله ياحليمة لقد أخذت نسمة مباركة قالت : فقلت والله إني لأرجو ذلك ثم خرجنا وركبت حمارتي وحملته عليها معي
فسبقت الجميع حتى إن صواحبي ليقلن لي : ياابنة أبي ذؤيب ، ويحك انتظرينا أليست هذه حمارتك التي كنت خرجت عليها قالت بلى والله إنها لهي فيقلن إن لها لشأنا
ثم قدمت أرضها في بني سعد جدباء فكانت غنمها تروح للرعي فتأتي شبعانة مليئة باللبن و كان باقي أهل البلدة لايجدون قطرة لبن في أي ضرع حتى أصبحوا يوصوا رعيانهم أن يذهبوا بغنمهم حيث يسرح راعي حليمة
وتقول حليمة عندما دخلت لتأخذ رسول الله معها إلى بيتها [ فإذا هو مدرج في ثوب صوف أبيض من اللبن وتحته حريرة خضراء راقد عليها على قفاه يغط ، تفوح منه رائحة المسك ، قالت حليمة فأشفقت أن أوقظه من نومه لحسنه وجماله ، فوضعت يدي على صدره فتبسم ضاحكا ، وفتح عينيه إلي فخرج منهما نور حتى دخل عنان السماء وأنا أنظر فقبلته بين عينيه وحملته (1 )
------------------------------------------
1 - مختصر الجامع في السيرة / سميرة الزايد / ص 110
المعلومات منقولة من المصدر المذكور مع قليل من التصرف من ناحيتي في شرح بعض المفردات
المصطلحات المستخدمة :
الآية القرآنية بين **
الحديث النبوي والقدسي بين []
أقوال مسبوقة بأسماء أصحابها بين { }
الكلمات المشروحة بين " "
علامة الحذف من النص الأساسي ......
=============================
الرئيسية 
المشاركات
الْعُمْر
نقآط التميز|
السٌّمعَة
