مدّدت الولايات المتحدة الأمريكية غلق سفاراتها وقنصلياتها عبر عدد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى غاية العاشر من شهر أوت الجاري، تحت مبرّر "صدّ تهديدات تنظيم القاعدة بضرب أهداف أمريكية"، بينما اكتفت بإجراءات الغلق ليوم واحد فقط بالنسبة إلى سفارتها بالجزائر.وأدرجت الخارجية الأمريكية هذا القرار "المفاجئ" في إطار "إجراءات أمنية" شملت 25 دولة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معنية بشكل مباشر بتهديدات "قابلة للتنفيذ" من طرف التنظيم الإرهابي "القاعدة" التي توعدت، حسب الولايات المتحدة، استهداف أهداف أمريكية عبر أراضي هذه الدول.
وأرجعت الخارجية الأمريكية قرارها بغلق سفاراتها وقنصلياتها، الذي سيستمر إلى غاية الأسبوع المقبل عبر بعض الدول، إلى تبنـّي إجراءات أمنية احترازية بعد تهديدات "ذات مصداقية" أصدرها تنظيم "القاعدة" بتنفيذ هجمات مسلحة ضد مواقع أمريكية بالولايات المدرجة في "القائمة الحمراء".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن قرار تمديد غلق سفراتها وقنصلياتها، عبر البلدان المعنية بالتمديد، "ليس مؤشرا على مجموعة من التهديدات الجديدة، وإنما مؤشر على التزامنا بتوخي الحذر واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية موظفينا".
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان له، أن قرار التمديد يخص كلا من السفارات والقنصليات الأمريكية في أبو ظبي، عمان، القاهرة، الرياض، الظهران، جدة، الدوحة، دبي، الكويت، المنامة، مسقط، صنعاء، طرابلس، أنتاناناريفو، بوجمبورا، جيبوتي، الخرطوم، كيغالي وبورت لويس، حيث ستواصل الغلق إلى غاية العاشر أوت.
بينما قال نفس البيان إن واشنطن أعادت يوم الأحد فتح سفاراتها وقنصلياتها في كلّ من الجزائر العاصمة، نواكشوط، كابول، هرات، مزار شريف، بغداد، البصرة وأربيل، في وقت أعلنت فيه كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا أنها أغلقت أمس سفاراتها في العاصمة اليمنية صنعاء بعد التنبيه الذي أطلقته واشنطن من هجمات محتملة في العالم.
إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول الـ 25 المعنية بـ "تهديدات القاعدة"، لم يهضمه مراقبون، حتى وإن أبعدت الولايات المتحدة الجزائر من قائمة البلدان المعنية بتمديد الإجراء الأمني الاحتياطي، فمعلوم أن السفارة الأمريكية تقع بأحد "الأحياء الآمنة والمؤمّنة" بالعاصمة، وتستفيد من تدابير أمنية إضافية واستثنائية، مع الإشارة أيضا إلى أن نشاط "القاعدة" يكاد يكون شبه معدوم بكامل التراب الوطني، باستثناء بعض الاعتداءات المعزولة التي لا ترقى لإعلان واشنطن أو غيرها من الدول الشريكة في مكافحة الإرهاب عن "حالة طوارئ" لتأمين مصالحها وحماية موظفيها!
وتعتبر الولايات المتحدة الجزائر شريكا استراتيجيا في التنسيق الأمني والتعاون العسكري، خاصة في الشقّ المرتبط بمكافحة الإرهاب الدولي، غير أن التدابير "الاستثنائية" التي تلجأ إليها الولايات المتحدة دوريا، يبقى برأي أوساط مراقبة غير مبرّر ولا يستدعي التهويل والتضخيم والإثارة والتخويف.
وكانت الخارجية الأمريكية مباشرة بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف القاعدة البترولية بتيڤنتورين في جانفي الماضي، قد أذنت لدبلوماسييها بإجلاء عائلاتهم في حالة الضرورة، كما تصدر الخارجية الأمريكية بصفة منتظمة نشريات تحذيرية لرعاياها كلما اعتقدت حدوث "تصعيد إرهابي" بالمنطقة، خاصة في ظل التطورات الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل.