في أحد المنتجعات الفخمة بمدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداُ في فندق “برج العرب” تعيش “زبيدي”، التي قد لا تعرف الإنجاز الذي سجلته دونا عن مثيلاتها، فبالرغم من أنها تعيش دون أي تواصل مع أي ذكر في محيط هذا المنتجع الفخم إلا أنها سجلت إنتاج ذرية في أربع سنوات متتالية و هي عذراء.
ويقول عالم الأحياء المائية البريطاني “دافيد روبنسون” (David Robinson): ” إن إنجاز “زبيدي” ليس له مثيل بين أسماك القرش. أما الخبراء في المنتجع فقد رأوا “زبيدي” تضع بيضا من قبل ولكنهم افترضوا أنه لا يحمل أي ذرية. أما فريق عمل الفندق اكتشفوا أنها تتكاثر بطريقة لا جنسية منذ عام 2007″
و تتكاثر “زبيدي” بطريقة تسمى التوالد البكري وهو نوع من التكاثر اللاجنسي يحدث فيه تطور للجنين بدون إخصاب من الذكر. و بالرغم من أن ذريتها شديدة الشبه بها إلا أنها ليست متطابقة تماما، ويرجع ذلك إلى أن الحمض النووي للأم يختلط بطريقة ما أثناء عملية التكاثر.
و يقول “ديميان شابمان” (Demian Chapman) من جامعة “ستوني برووك” الأمريكية (Stony Brook University): “إن هذا النوع من التكاثر اللاجنسي يعتبر نوعا من التكيف عندما تستوطن مثل هذه الكائنات أماكن جديدة، فتكون غير مضطرة إلى البحث عن ذكور”. ولكن هذه الطريقة ليست الأفضل حيث أن الإناث تنجب عدد أكبر من الصغار في حالة التزاوج. ويعتقد “شابمان” في هذا الخصوص أنه إذا لم يحدث إخصاب لخلايا البيض في أسماك القرش فإن نسبة معينة من البيض تتطور بالتوالد البكري لتنتج جنينا.
و هذا النوع من التكاثر البكري ينتج ذرية ذات تنوع جيني منخفض ومقاومة أقل مما ينتج عنه عدم قدرة الجهاز المناعي على التعامل مع التهديدات المختلفة بالإضافة إلى آثار جانبية أخرى. ومع ذلك يقول “شابمان” إن هذا التكاثر البكري مفيد في الحالات التي تعيش فيها أسماك القرش تحت ظروف بيئية صعبة وتعانى من ضعف الكثافة العددية”.