العيون والحب
لغة العيون من اروع اللغات، كلام لا يحوي كلمات، احساس لا يحوي لمسات، انه
الصمت في بحر الكلام، والغوص في أعماق المشاعر قال احد الشعراء: (فالعين
تنطق والافواه صامته - حتى ترى من صميم القلب تبيانا)، فالعيون قد تكون
اكثر
الاعضاء صدقا، لا تحمل في طياتها اي شكل للكذب، فان لم يستطع القلب البوح
عما في جوفه فالعين لن تنتظر مطولا، ستخرج كل شعور وتوصله للحبيب
يوافقني على ذلك احد الشعراء حين قال: (العين تبدي الذي في قلب صاحبها - من
الشناءة أو حب اذا كانا)، اذاً للعيون سحرها الذي لا يقاوم، تجبرك على
البوح، وتجبرك على أن تصدق صاحبها.نظرة واحدة من الحبيب تغني عن كل
كلمات الحب والغرام، فان احببت أره ذلك من خلال عينيك، لتتكلم عيناك قبل
شفتيك، فالعين تخبر الآخر بمكنوناته لذا تأثيرها كبير جدا، فبمجرد التقاء
العينين لا يمكن لهما ان يخفيا ما يخالجهما، وماهو مخفي
وللعيون لغة موحدة يفهمها الجميع، لا تحتاج لمترجم أو دارس، وللعيون حركات
تخبئ الكثير من المعاني، فالعيون التي تنظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى
لليسار يعني ان الانسان يعبر عن صورة داخلية في الذاكرة، والعيون التي تزيغ
لجهة
اليمين للأعلى أثناء الكلام فهو ينشئ صورا داخلية ويركبها ولم يسبق له ان
رآها، أما ان كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو يسمع كلاما لم يسبق
له أن سمعه، وأن نظرة لجهة اليمين للأسفل فهو يستمع لنفسه ويحدثها في
داخله كمن يقرأ مع نفسه مثلاً، أما الانسان الأعسر فهو عكس ما ذكرته تماما
لتفهم تلك اللغة فقد يكون هناك من يحبك ولا تعلم به، ولتتعلمها فقد
تستخدمها للتكلم بصمت، انه الحديث الصادق الرومانسي، الذي يحمل كل الأحاسيس
بروعتها، فجمال نظرات الحب لا يوازيها جمال واحساس.العين ترسل وتستقبل كل
الرسائل وترسلها للمخ وقد تكون تلك الرسائل حباً ووداً، غضباً وكرهاً
ونفوراً، فإن رأيت الحب في عيني من أحببت فهذا أروع الاعترافات التي لا
تحمل الكذب ابداً، نظرة حب واحدة توازي ملايين كلمات الحب والإعجاب