[size=24]
أي حزن يركب عاصفتك أيها الرجل !
أنت الذي هزمت الغضب عندما كان يشتد عصفه
أتراك تدرك اليوم أنك عاجز حتى عن التعري بوحاً أمام ورقة مجردة !
ألأن الورقة أنثى ..
وشريعة الرجل أن لا يتعرى أمام النساء ؟ ..
ألأنه ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ؟ ..
أم لأن الكلام بعثرة ..
وأنا إنسان جمعي ,و لا أحب الانفراط أمامك حبراً و حباً وحزناً ..!!
..
أخرجني من الصمت أيها الألم
أخرجني من الحنين إلى العدم
أخرجني من كل النِعم
أريد أن أترك ال ( لا )
وأعيش سعادتي تائهاً في كوكب ال ( نعم )
..
أريد أن أكتب ملء كفي البحر ..
بين موجة وأخرى أرسل صرخة
تبشر بولادة لغة للغرق جديدة !!
بين موجة و أخرى ..
طلقة وصرخة و ولادة وكلام سري لا يعلمه أحد
و لا حتى أنت !!
..
أريد لهذا البركان الهامد ..
أن يخرج عن صمته ويفتك بجبال الجليد المتراكم
على شفتي وصوتي وحزني و لغتي ..
..
علمني كيف أثور على المعاني ..
علمني كيف أحتل جسد الأشياء
علمني كيف أنام عصر يومي ..
دون أن يعاني جفني عسر البقاء
علمني كيف يكون الدمع محزناً ..
عندما تنتابه رعشة البكاء !!
..
إليك أنت صاحب الخطوات المتعثرة والضحكة العابرة
في مساء أمسية لم نكن نحن ضيوفها
كنا نمثل دورا لا يليق بنا في حضرة الملائكة
أ كنا نتظاهر بالغباء في زمن أصبح الحب فيه نوعا من التذاكي !!
هل كنا نتقن التمثيل لهذا الحد
أم أننا كنا نثور على العاصفة !!
أ كنا نتحدث وقتها صمتاً ..
أم أننا ما جئنا إلى ذلك البحر إلا لنعلن لأمواجه المتلاطمة
أننا حطام المرايا و خيطان الشرايين الممزقة !!
..
إليك أنت قبل أن يجف حلق القلم
ارحل بهدوء أريد أن أنام
حتى من غير كهرباء تنير وجه الحلم !!
لا ترحل لأنك سترحل هكذا بإرادتك ..
ارحل لأنه لا مكان لك هنا
من الغباء أن تبقى سائحًا في مداخل قلبي
وشلالات الدم قد جفت في عروقها
من الغباء أن تبقى في قلب لم يعد لك أنت
و لا حتى لي أنا .. !
..
هل تعلم أنني قد رحلت عن نفسي واستوطنت العناكب زوايا الجسد
هل تعلم أن القلب قد مات من شر أعمال الجسد
..
ما زال في جعبتي القليل من الكلام ..
ليس لك حتماً
لأنني اكتشفت مؤخرا أن الكتابة لا تشفي من شيء
خاصة إذا كانت الحروف والكلمات تتحدث عنك !!
..
أيها الحزن الرجيم ..
عانقني بقوة أريد أن أنتحر بك
لقد صار هاجسي أن أتأمل البحر المتلاطم من الكلمات
الذي ابتلع صمتي و صوتي و حزني !!
..
هل الصمت في حضرة الحب لعنة
أم أنه ميلاد لغة للحزن جديدة ..!
..
أيها الحزن ما زلت أنتظرك كل ليلة
حتى تذيب هذا الكم الهائل من جليد السعادة
فلا يليق بشاعر أن يعيش سعيدا هكذا
..
أيها الحزن الرجيم .. غادرني الآن
فقد تاهت قواي وتلعثم خطوي ونامت الأحلام !
..
أيها البحر أغلق الكتاب وتابع موجك بهدوء
فأنا أريد أن أنام
[size=32]تحياتي للجميع
[/size][/size]