العلاج بالقرآن .. حق يراد به باطل أحيانا
يقول الداعية الإسلامى د. عمر عبد الكافى: أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن فيه شفاء للناس ، والشفاء المقصود به أساسأ هو الخاص بتنقية القلوب من أدران الدنيا وإبتلائها ، وأيضا شفاء الإنسان مما علق به من أخلاق ذميمة أو صفات لا يرضاها الله ورسوله.
والله سبحانه وتعالى أوجد مع كتابه شفاء آخر هو العسل ، ولكن يبدو أن بعض الناس يظن لهذا أننا نلغى العلم والطب ، ولقد أوصى النبى صلى الله عليه وسلم بأن يتطيب الإنسان عند أهل التخصص ، ولقد عاد مريضا يوما فقال : "أفلا طلبتم له الطبيب ؟" قال : "أنطلب الطبيب وأنت هنا يا رسول الله صلوات الله وسلامه عليك ؟" فقال :"تداووا فإن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء إلا داء الهرم"
أين يد عمر؟
ولقد رأينا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما عاد أحد المسلمين وهو مريض وقرأ عليه فاتحة الكتاب واضعا يده على الجزء المريض فى جسده فبرىء الرجل بفضل الله فلما استشهد عمر ، ومرض الرجل مرة أخرى طلب ممن يعودوه أن يقرأ عليه أو أن يرقيه بفاتحة الكتاب كما صنع عمر فلما قرأ الراقى الفاتحة واضعا يده على الجزء المريض فى جسده ، ثم قال له :" كيف حالك؟" قال له :" كما انا" ، فقال الراقى : "والله إن الفاتحة هى الفاتحة ولكن أين يد عمر؟
ويكمل : القضية اذن ليست فى الآيات فحسب وانما فى اليد الطاهرة التى توضع على المريض، يد لم تؤذ أحدا من الناس ولم تمتد إلى رشوة او حرام ولم ترتكب معصية تغضب الله عز وجل ، فهذه اليد هى التى تتكامل مع كتاب الله عز وجل مع النية الصادقة واليقين الكامل بأن الشفاء بإذن الله ، وآيات الشفاء فى كتاب الله عز وجل "واذا مرضت فهو يشفين" "ويشف صدور قوم مؤمنين" و "ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمه" اذا قرأها الإنسان سواء المريض أو من يعودوه بالنية الصادقة والإخلاص ، فسوف نرى النتيجة المرضية وهى الشفاء بإذن الله ، ويقال ان كليم الله موسى عليه السلام سأل ربه قائلا: " يارب أليس الشفاء من عندك ؟" قال : "بلى" قال :"فماذا يصنع الأطباء؟" فقال الله سبحانه وتعالى :"يأكلون أرزاقهم ويطيبون نفوس عبادى حتى يأتى شفائى أو قضائى
ويتابع : نخلص مما سبق إلى أن العبد يستخدم وسائل الطب الحديثة ويذهب إلى الطبيب الحاذق الفطن الذى اشتهر بالكفاءة العلمية واضعا فى ذهنه أن الطبيب والتشخيص والدواء كلها وسائل وأسباب ، ولكن الشافى هو الله مع ترديده آيات الشفاء والأدعية التى وردت على لسان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بأن يضع يده على الجزء المريض عند أخيه- ان كان يعودوه فى مرضه –ويقول "بسم الله" ثلاث مرات ثم يقول سبع مرات :"أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" أو "من شر من تجد وتحاذر" إذا كان راقيا ، أو يقول داعيا لأخيه المريض:" أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك" ، وكما قال عمر :" أنا لا أحمل هم الإجابه ولكن أحمل هم الدعاء" فان أخلص الإنسان نيته مع الله عز وجل فى دعائه ، فالله سبحانه وتعالى يستحى من عبده أن يرد إليه يديه فارغتين