أطاحت رياح الخريف آخر ورقة كانت في شجرة التوت
كنتِ الشجرة وكانتْ الأوراق تنبت مع الحب ، حتى جاء الخريف بأحداثه ، فبدأ يسقطها واحدة تلو الأخرى ،
فسقطت أخر ورقة توت بل لم تكن إلا بقايا ورقة عبثت بها دودة القز،
وانتهى فصل الموت البطيئ ورقة ورقة تصفر ثم تجف ثم تقتلعها رياح الخريف ( الأحداث )
لكن الشجرة مازالت باقية ،وعروقها في الأرض طويلة لتخضر بـ ( الحب ) مرة أخرى ؟
أما أنا .. فمسكين أنا حينما أتخيلني داخل شرنقة تعلقت بأغصانك ، وقاومت كل فصل الخريف لتحيا ،
لكن عواصف الخريف أقوى وإن كانت ضعيفة، إلا أن تواليها واستمرارها قتلني حينما أقتلعتني من التدلي بغضنك ،
فمتُ قبل أن أولد ظلما وألما وقهرا .
أموت في شرنقتي فراشة لم تكتمل ألوانها ( بالحب ) أموت اختناقا لأني لم أعد فيك معلقا ،
أموت ألما لأن العواصف ستعبث بي ويتبعدني عن أغصانك أموت حزنا لأني لم أعد منكِ .
مسكين أنا حينما أجدني مدفونا تحت الرمال ، معرض لأي ساقط أن يحطنمي ،
بكل ضعفي أكون داخل شرنقة من حرير لا تستطيع أن تحيا بدونك ..
ولا يستطيع الحرير أن يحمي نفسه فضلا عن حماية ساكنه ، فأكون جزء من موت ،
أنبض اختناقا، وأتنفس ألما، و أرشح بالرحيل وأُدْفنُ في قبر الأحزان معها وحدي
أطارحها كل نفس وكل همس و ركس .
فأموت فيه ( حبأ ) وأبقى فيه أتأمل روحا تزهر من جديد
وتبقين أنتِ في مكانكِ واقفة تستمتعين بالخريف وبتجردكِ مني ومن كل ورقات حبي
التي كستك وغطتك قبل أن تسقطيها واحدة واحدة ، وكأني كنتُ أعيش على دمك فخفتي أن أجركِ للموت؟!
تبقين أنت تمدين أغصانكِ(ِ أنسا ) أمام الرياح وتمدين عروقكِ لتبحثين عن ماء جديد
تروين أغصانكِ منه كي تخضّر( بحب جديد ) فأراك تحيين بينما أموت مع كل نفس حياة لكِ .!!
كم يؤلمني هذا الخيال ..