هل تبحث عن السعادة وتحلم بامتلاكها؟!
حاول تخليص عقلك مما يشغله.. واسمح لأفكارك بالوصول إلى مرحلة الصفاء الذهني والروحي..
"تبدو السعادة دائما صغيرة عندما تمسكها في يديك، لكنك إذا تركتها أدركت فورا كم كانت كبيرة وغالية".. مكسيم غوركي
يجمع علماء النفس على انه من غير المنصف ابدا أن نربط السعادة بقليل من الأحاسيس الجيدة وحسب، فالسعادة هي وسيلة لمواجهة كافة التحديات ، وهي بمثابة القوة التي تشعرنا بقدرتنا على مواصلة حياتنا على الرغم من الصدمات والانتكاسات التي لا مفر منها.
فقد نجد انفسنا نسعى بلا شعور منا نحو البحث عن السعادة وغالبا ما تؤدي بنا هذه السبل إلى الإحباط والمعاناة عوضا عن الرضا الذاتي والتفاؤل، حيث نجد اننا نبحث عن بعض الظروف الخارجية والتي نعتقد أنها سوف تجعلنا سعداء، إلا أن العقل نفسه هو الذي يترجم هذه الظروف إلى سعادة أو معاناة.. وهذا هو السبب في كون بعضنا غير راضين تماما عن حياتهم على الرغم من أنهم يمتلكون الثروة ، النجاح، الصحة والعائلة.. وغيرها الكثير من الاشياء الايجابية.
فالسعادة الحقيقية هي وسيلة ومهارة تمكنك من العيش بهناء وراحة بال وان مصدرها الأساسي هو عقلك وتفكيرك وطريقة رؤيتك للأمور.. وعلى هذا الأساس عليك أن تتذكر دائما بأنك انت المسيطر على عقلك وأنك قادرا على تشكيله والتحكم بالافكار التي يتقبلها وتلك التي يرفضها.. لتصل بذلك إلى مرحلة من السلام الداخلي وراحة البال وغيرها من الصفات التي تؤدي إلى السعادة الحقيقية.
كيف تجد السعادة وتشعر بها؟
ليس من الصعب أن تبدأ بممارسة السعادة ومحاولة الحصول عليها، كل ما عليك فعله هو أن تجلس لوحدك من وقت لآخر، وتجرد عقلك من كل ما يشغله ، وتسمح لنفسك ولأفكارك بالوصول إلى مرحلة من الهدوء والصفاء الذهني والروحي..
حاول ان توجه ركيزك على شيء معين من الممكن أن يكون شيء في غرفتك ، أنفاسك، أو حتى أفكارك الخاصة بك، وبذلك ستمنع عقلك من التجوال والتشتت مما يعودك على عزل نفسك وأفكارك كلما احتجت لذلك..
وفي تركيزك على اللحظة الحاضرة ستدرك بان الماضي أصبح طي النسيان وأن المستقبل مازال مجهولا، لذا لا تتردد في صفاء ذهنك وتحريره من الأفكار والمواقف المزعجة وكأنها شيء لم يكن.. وهذا هو أساس التأمل الصحيح.
كما ان التأمل يصقل الصفات الإنسانية الأساسية مثل الاهتمام والتعاطف، ويمنحك طرقا جديدة لمواجهة العالم.. ولعل الشي الاكثر اهمية هنا هو أن تبدأ بالتغيير بشكل تدريجي تدريجيا وستلاحظ بعد مرور بعض الوقت أنك اصبحت أقل عرضة للتوتر والانفعالات وخيبة الآمال والمخاوف... بل وستجد نفسك ايضا وقد اكتسبت مجموعة من الصفات التي تمنحك القدرة مع تقلبات الحياة.
حاول التركيز على افكارك
ان الغرض من هذا كله هو أن تتمكن من النظر بإمعان الى أفكارك بما في ذلك مشاعرك القوية، مع محاولة عزل الذهن عن الأفكار غير المرتبطة بما تركز عليه.. فلنأخذ على سبيل المثال الغضب إذا ما ركزنا على ههذ الحالة سنلاحظ بأن الغضب يسيطر على أفعالنا ويشوه صورة من يقف أمامنا..
عندما نغرق في الغضب، لا يمكننا فصل أنفسنا منه، حيث تجدنا ندور في حلقة مفرغة نوقظ مشاعر الغضب في داخلنا في كل مرة نرى أو نتذكر الشخص الذي جعلنا غاضبين، ولكن إذا تمكنا من فصل الغضب والنظر الى الأمر بتمعن ، فسيتبين لنا بأن ليس هناك ما يدعو للغضب مرارا وتكرارا وأن عيش حالة الغضب بمجرد تذكر الحدث هو مجرد حفنة من الأفكار وأنه ليس أكثر من نتاج أذهاننا...
قد يكون السير على هذا النهج أمرا صعبا في البداية ، إلا انه سيصبح شيئا طبيعيا ومؤلوفا بالنسبة لك.. فكلما شعرت بالغضب ، ستتعرف عليه فورا وستتمكن من ايقافه والتحكم بنفسك ، الأمر الذي سيكون مردوده إيجابيا ليس عليك وحدك بل وعلى كل من حولك..
كما ان التأمل يمكنك من أن تتعلم كيف تتعامل مع الأفكار والأحداث والذكريات المؤلمة، وكيفية استبدالها بتلك المليئة بالحب والسعادة وهذا سيجعلك تتمتع بسعادة كما سيؤثر على من حولك وعلى نظرتهم اتجاهك...
السعادة المرتبطة بالأخرين
من هنا تنبع السعادة الحقيقة والقائمة على اسعاد الآخرين وتقوية الروابط فيما بيننا ومساعدة بعضنا البعض على تخطي آلامنا والمضي قدما.. حتى لو لم تكن تعرف الشخص فمجرد مساعدتك له وزرع ابتسامة على محياه سيعطيك شعورا لا يوصف..
من ناحية أخرى ، تذكر أن التعاسة تبدأ بالتمركز على الذات مما يزيد في الفجوة بينك وبين الآخرين، فكلما سعيت لتحقيق سعادتك الذاتية او الشخصية وجدت نفسك تفقد من حولك وقد تكون انت من ابعدتهم بدون أن تشعر والنتيجة هي أنك ستجعل نفسك بائسا ومن حولك كذلك..
الوقت المناسب للتأمل
أفضل وقت للتأمل أو القيام بأنواع أخرى من الممارسات الروحية هي الوقت المبكر من الصباح، فعندما تبدأ يومك بالتأمل وتصفية ذهنك من كل مايقلقك سيجعلك حتما تبدأ يومك بابتسامة وتنهيه بمثلها.. قم فقط بالتخلص من عبء الصراعات الداخلية وعش في تناغم مع نفسك أولا ليظهر تأثير ذلك على الآخرين.. إن تهدئتك للصراعات الداخلية سيعطيك شعورا أفضل وسيمنحك فرصة الترابط مع كل شيء بدلا من انهيار كل ما حولك والذي يكون نتيجة لتراكم الضغوط النفسية والسلوكيات العدوانية داخلك.