لماذا أفرد القرآن " النور " وجمع " الظلمات " ؟
" إنّ النور سواء أكان المراد به
كتابا يهدي إلى الرشد ، أو حجة تكشف النقاب عن الشبهات . أو رسولا يدعو
الناس إلى الحق . أو إيمانا يعمر به قلب المؤمن . أو عملا يحقق لصاحبه
رضوان الله ... كل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى . والقرآن على
ذلك خير شاهد :
" الله نور السموات والأرض " ، " يهدي الله لنوره من يشاء " ، " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " .
ولهذا الاعتبارات وحّد النور في القرآن تبعا لوحدة مصدره . وهو " الله " نور السموات والأرض .
أما الجهل والكفر والظلال فقد تعددت أسبابها ومصادرها . فالشيطان ضال مضل .
والأصنام والأوثان مضلة . والأهواء مضلة . وأصدقاء السوء ضالون مضلون ..
ولهذا تعددت الظلمات تبعا لتعدد مصادرها .. والله أعلم . "
من كتاب : خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية . د . عبدالعظيم المطعني